مرآتُها


كانتْ تقولُ بأنَّني مرآتُها 

حتّى إذا نَظَرَتْ بَدَتْ بَسَماتُها 


قالتْ مَلامِحُنا شبيهةُ بَعضِها 

انظُرْ لِعيني إنْ حَكَتْ نَظَراتُها 


تبدو كَمرآتي أراكَ خِلالَها

و العينُ إنْ نَطَقَتْ فأنتَ حَديثُها


يا ليتَ ما قالتْهُ لمْ أسمَعْ بِهِ

و دَنا إلى النَّفسِ العزيزةِ مَوْتُها


يا لَيتَني قدْ مِتُّ بَعدَ سَماعِهِ

حتّى تَظَلَّ بِمَسْمَعي ضِحْكاتُها


أحبَبْتُها صِدقاً بِقلبٍ طاهرٍ

و قصائدي لِعُيونِها كَلماتُها 


لكنّهُ الخُذلانُ حَطَّمَ خافقي 

و تَحَجَّرَتْ في مُقلَتي دَمْعاتُها 


كانتْ تُقابلُ بِالهُزُوِّ مشاعري 

بالضِّحْكِ منها ، السُّخرياتُ سِماتُها


و تَظُنُّ أنِّي قدْ تَسَوَّلتُ الهوى 

من قلبِها و لِذا تَعالتْ ذاتُها


خابَتْ ظُنوني في حبيبٍ صُنْتُهُ

زِيفَ المشاعرِ أظهَرَتْ كِذْباتُها


لو كانَ حَقَّاً قولُها و غَرامُها

ما غادَرَتْ أو كُسِّرَتْ مرآتُها 


تَبَّاً لنَفسٍ للتُّرابِ مصيرُها

 يا ربِّ عَجِّلْ كي تحينَ وَفاتُها 


و ارأفْ بقلبٍ بالجِراحِ مُحَمَّلٌ

بشغافِ قلبي سُدِّدَتْ طَعَناتُها

تم عمل هذا الموقع بواسطة