لمّا حضرت 


لمّا حضرتُ تبدّتِ الظلماءُ

و تطايرتْ من خوفها الأسماء ُ


و تبخّر الشعراءُ وقتَ حضورنا 

هل كلُّ منْ وصفَ الهوى شعراءُ


الحرفُ عندي لوحةٌ و مكانةٌ

مِن مثلها يتعلمُ العظماءُ


غرفوا حروفاً من منابعِ خاطري 

فتسابقتْ نحو البحار دلاءُ


سمّاً زعافاً من ينالُ جوانبي 

أسقيهِ حتماً ليس فيه شفاءُ


فأنا زهيرٌ إن ْ نظمتُ قصائدي 

و جريرُ ابني و هكذا الخنساءُ


حسّانُ مني يستقي و مهلهلٌ

قولي حكيمٌ ما بهِ إنشاءُ


و نزارَ أسقيتُ القوافي جرعةً

فكأنها في مقلتيهِ دواءُ


هذا لساني صارمٌ في حدِّه ِ

لا الشهبُ تعلوني ولا الجوزاءُ


أعددتُ للشعراء ِ بِيضَ لِباسِهمْ

هل يستوي الأموات ُ و الأحياء ُ

تم عمل هذا الموقع بواسطة