عذرا مولاتي 


سأخيطُ لك من حروفي ثوباً 

أنقشُ عليه حروفَ اسمك 

تتزينين به وقت اللقاءْ

و سأجلسُ أطالعُ في عينيك 

لأقرأَ ما فاتني من دروس الغرام 

فأنا مازلتُ طفلاً

يتعلمُ حروفَ الهجاءْ


سألملمُ شظايا قلبٍ حطّمَهُ البُعدْ

و أضناهُ الشوقُ و الوَجدْ

و أصنعُ منهُ كوخاً صغيراً

ننعمُ بهِ صباحاً و مساءْ


عذراً مولاتي عذرا 

آهاتي صارت شعرا 

يخذلُني الحرفْ

و يضيقُ الوصفْ

و البُعدُ يزلزلُ أركاني 

كطعونِ السيفْ

و جراحي تأخذُ من  عمري 

و أنا المغلوبُ على أمري 

كسياطٍ تضربُ في ظهري 

بركانٌ يخلدُ في  فكري 

و أنا أترنحُ و أرددْ

صبراً صبرا 


عذراً مولاتي ثانيةً

هل من حقِّي أنِّي أكتبْ

قولي مولاتي أمْ أهربْ

حتّى لو رحلتْ ذاكرتي 

أو حتى انهارتْ مملكتي 

أو ضاقتْ أرضي و رحابي 

و حملتُ بيُمنايَ كتابي 

قولي لي مَنْ سيحاكمُني 

إنْ كانتْ عينُكِ محرابي 

ضُمِّيني شوقاً مولاتي 

في قلبِكِ لحدي و ترابي

تم عمل هذا الموقع بواسطة