رحلة إلى القدس 


يا قدسُ مدِّي للوِصالِ جُسورا

حتى أحاولَ للربوعِ عبورا


فالقلبُ يهفو للقاءِ صبابةً

و الغاصبُ الغدّارُ زادَ فجورا


رمتُ الصلاةَ على ثراكِ و هزّني

شوقٌ يؤججُ في الفؤاد ِ شعورا


و حزمتُ أمتعةَ اللقاءِ بفرحةٍ

ما كانَ قلبي للقاءِ صبورا


حتى إذا سارتْ قوافلُ أهلِنا

نحوَ البقاعِ الطاهراتِ بُحورا


فإذا بجيشِ الخبثِ ينشرُ جندَهُ

و يسدُّ من بينِ الجموعِ ثُغورا


كي يستبيحَ الشوقَ من أرواحِنا

و يعيد َ قلبي خائباً مقهورا


قالَ المحقِّقُ أنتَ مرفوض ٌ فَعُدْ

لن تستطيعَ إلى الديارِ عُبورا


إمّا تعود إلى ديارِكَ صامتاً

أو أنْ تبيتَ بقبضتي مأسورا


و دنوتُ نحو َ الابن أرقبُ عينَهُ

و الدمعَ فيها حائراً مكسورا


فضممتُهُ نحوَ الجوانحِ علّني

أُخفي دموعي النازلاتِ قُصورا


علّلْتُهُ بالصبرِ يا ولدي فكنْ

في النائبات ِ على البلاءِ صَبورا


و ادعُ الإلهَ تجلُّداً و تحمُّلاً

فالله ُ حسبُكَ ناصراً و قديرا


و تغيّرتْ من بعدِ عُسرٍ حالُنا

و دخلتُ قدسي باسماً مسرورا


حتى إذا وطأَ الجبينُ ترابَهُ

أحسستُ كوني في السماءِ طيورا


و قضيتُ يومي في جموعٍ هلّلَتْ

عندَ اللقاءِ و كبّرتْ تكبيرا

تم عمل هذا الموقع بواسطة