دموع وطن 


ما لـي أراكَ سخيَّ الدمعِ يا وطني

ينهالُ دمعُكَ في الأفراحِ و الألـــمِ


أنــامُ ملءَ جفوني و الدّجـى قَلَـــقٌ

و أنتَ تسهـرُ طـولَ الليلِ لـمْ تنــمِ


أرضعْتَنــا لبـَـنَ الكــرامةِ فـلتَعِشْ

فينــا و نحنُ إليكَ اليــومَ كالخـــدمِ


علّمتنــا أنَّ الكفـــاحَ يكـــون فـــي

حملِ السلاحِ و حملِ السيفِ و القلمِ


أُهديــكَ ماذا أمْ أعطيكَ يـا وطنــي

أحـــلاميَ الحَزْنى مخضوبةٌ بدمي


أمشي و أجرعُ كأسَ اليأسِ في أَلَمٍ

أغـدو من اليأسِ كالمخمـورِ في الحُلُمٍ


أجودُ بالشعرِ و الأشعارُ ما سُمِعَتْ

كــأنّ أشعاري تمشي إلــى العــدَمِ


وا لَهفَ نفسي على الأوطانِ كيفَ غدتْ

مثـلَ الرضيعِ رمـاهُ الدّهرُ بــاليَتـَـمِ


نبكي فلا يسمعُ الأحيـــأءُ صرخَتَنا

ويْحي أنصرخُ في أحيــاءَ كالرِّمَمِ


العُــربُ تشجبُ كـلَّ يـومِ جريمةً

شكراً فقد زادوا وَهْماً على وَهَـمِ


و الناسُ في وطني تموتُ و حيثما

دورُ السياسةِ في لــهوٍ و في نـغَـمِ


" لولا التخــاذلُ ما كانتْ زعامتُنا

منَ الذِّئــابِ و لا كنّــا من الغَنَــمِ"*


اعذرنِ يا وطنــي فلستُ بعـــارفٍ

أنّ الدمــوعَ دموعُ اليــأسِ و السّقَمِ


اسكبْ دمــوعَـكَ إنّهــا كدمائنــا

فالدّمعةُ انسكبتْ و العُربُ كالصّنَمِ


* البيت مقتبس من قصيدة للشاعر محمد العدناني .

تم عمل هذا الموقع بواسطة