أبتاه
أبتاهُ سَبْعٌ قدْ مَرَرْنَ عِجافا
و الحزنُ طيرٌ فوقَ رأسِيَ طافا
مَرَّتْ سنينٌ و الحنينُ يَلُفُّني
سَرَقَ الزمانُ مَسَرَّتي إجْحافا
قَدْ كُنتَ نُوراً في حياتي ساطِعاً
في بَرْدِ ليلي مِعطَفاً و لِحافا
كانتْ حياتُكَ للحياةِ مَسَرَّةً
و سنينُ عُمرِكَ للبنينِ قِطافا
يا بَسمةً تعلو على أحزانِها
تُعطي المَحَبَّةَ مِثلَها أَضْعافا
يا مَنْ سَهِرتَ و جَفنُ عيني نائمٌ
كالبَدْرِ تَحرُسُ شاطِئاً و ضِفافا
أفنَيْتَ عُمرَكَ في كَدٍّ و في تَعَبٍ
ذُقْتَ المَرارةَ و الأسى أصنافا
حتّى تَرانا أقوياءَ بِعِزَّةٍ
كَي لا نكونَ مِنَ الحياةِ ضِعافا
جاءَ القضاءُ فلا مَرَدَّ لِحُكمِهِ
يا ليتَ فِيَّ مِنَ القضا إنصافا
و رَحَلتَ عَنّا و الفؤادُ مُحَطَّمٌ
كَسَّرْتَ بَعدَ رَحيلِكَ الأطرافا
أسقَيتَنا يا دَهرٌ مُرَّ فراقِهِ
أسْقَيتَنا مُرَّ الفُراقِ زُعافا
سَبْعٌ مَرَرْنَ مُحَمَّلاتٍ بالأسى
سَبْعٌ ثِقالٌ هَدَّتِ الأكتافا
رَبَّاهُ فارْحَمْ مَنْ أتاكَ و كُنْ لَهُ
و اجْعَلْ جَنائِنَ رَوْضِهِ ألفافا